روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | كيف نتعامل مع الإكتئاب في سن المراهقة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > كيف نتعامل مع الإكتئاب في سن المراهقة؟


  كيف نتعامل مع الإكتئاب في سن المراهقة؟
     عدد مرات المشاهدة: 1800        عدد مرات الإرسال: 0

*الإكتئاب: هو حالة وجدانية مزاجية تتسم بعدم الإرتياح، بل وبالضيق والتبرم بالحياة، مع إرتباط تلك المشاعر الوجدانية بالرغبة في الإنعزال عن الناس، وأحيانا بالقلق العام والإحساس بضرورة الهرب من المكان إلى غير ما هدف يرجو الشخص المكتئب بلوغه.

وحسب تعريف المعهد الأميركي للصحة العقلية فإن الإكتئاب عبارة عن: خلل في سائر الجسم يشمل الجسم والأفكار والمزاج ويؤثر على نظرة الإنسان لنفسه ولما حوله من أشخاص وما يحدث من أحداث بحيث يفقد المريض إتزانه الجسدي والنفسي والعاطفي.

وقبل سن 20 سنة، تتسم الحالة المزاجية للمراهقين بالتغير حيث تكون الإضطرابات السلوكية وتقلبات التنمية وأزمة المراهقة أمورا شائعة ومميزة لهذه الفترة.

والإكتئاب لدي المراهقين مشكلة غير معترف بها عادة، فبينما يعتقد الآباء بأنها مجرد حالة من الحزن، إلا أن الأمر أخطر بكثير من ذلك، فهو يتراوح ما بين تقلبات مزاجية قصيرة المدى ومشاعر مزمنة متكررة من قلة الحيلة واليأس.

منذ فترة لم يحظ الإكتئاب لدى الأطفال والمراهقين بتعريف جيد، وبإعتبار الإكتئاب مواكبا للنضج النفسي، ظللنا ننظر إليه بوصفه مرتبطا في مظاهره بالعمر إرتباطا وثيقا، هكذا تكلمنا عن مظاهر الإكتئاب عن طريق ربط أعراضه الغامضة من: معارضة الوالدين، إضطرابات الأكل، والجنوح وهلم جرا.

الآن لدينا اليقين بأن النواة الصلبة لأعراض الإكتئاب هي نفسها التي تتعلق بالأطفال أو البالغين مثل الحزن، اللامبالاة، التثبيط الفكرية، الأفكار السلبية، وإضطرابات النوم.

¤ شخصية المكتئب:

تتميز شخصية المكتئب قبل إصابته بالمرض بأنها شخصية صعبة المراس والتعامل مع الآخرين ومتشائمة ومترددة ومتصلبة الرأي عندها سوء فهم لأحداث الحياة.

وبما أن للإكتئاب أنواعا مختلفة فإن طبيعة شخصية كل نوع تختلف حسب نوع الإكتئاب وهناك بعض هذه السمات التي تتميز بها شخصية المكتئب حيث فهي إما شخصية منفتحة وناجحة أو شخصيه مبالغة في الدقة في أعمالها أو شخصية مهمومة منشغلة البال وقلقة ونسبة كبيرة يزاوجون بين التفاؤل والمرح من ناحية والتثبيط والإجهاد والقتامة من ناحية أخرى.

¤ أعراض المصابين بالإكتئاب:

1= قلة الثقة بالنفس.

2= فقدان شخص حبيب.

3= المشاجرات العائلية.

4= مشاكل مع الأصدقاء.

5= مرض مزمن.

6= المراهقون الذين لديهم تاريخ عائلي حافل بهذا المرض.

7= الإحساس بالذنب وقلة الحيلة.

8= البكاء المتكرر.

9= التفكير في الموت والإنتحار.

10= إنعدام الإهتمام بالمستقبل.

11= العصبية والغضب والعدائية في التعامل.

12= الكسل الشديد أحيانا.

¤ طرق علاج الإكتئاب:

ـ العلاج الإسلامي:

إن الدين الإسلامي له تأثير روحي ونفسي كبير على الإنسان وهو يختلف عن جميع الأديان السماوية الأخرى التي حرفت فالإسلام يعتني بالفرد حتى من قبل ولادته وذلك بتهيئة الجو المناسب الذي يربى فيه ليخرج إلى الحياة قويا ويقوم بواجبه نحو ربه ونفسه وأسرته فنشأة الطفل على حب الله يسهم بقدر مناسب في وقايته من الأمراض النفسية، وثقة الإنسان بخالقه وإطمئنانه إلى العقيدة الإسلامية تقوي صبره على صعوبات الحياة وتزيد من قدرته على التكيف في المجتمع ومواجهة الخطر والصمود أمام المصاعب في ثقة تامة كما تقل الاضطرابات من قلق واكتئاب بدرجة كبيره عند المؤمن بالله إيمانا عميقا.

ـ العلاج النفسي والاجتماعي:

يتجه العلاج النفسي إلى محاولة فهم مشاكل المريض وإعطائه الأمل بالشفاء ويجب حث المريض على الإفضاء بكل متاعبه وأفكاره للطبيب حتى يستطيع مساعدته على مقاومة هذه الأفكار السوداوية ويساعده على كيفية التغلب على الضغوط والمشاكل، ويفسر للمريض عدم صحة اعتقاده فيما يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي.

ـ العلاج بالعقاقير:

هناك تطور كبير في العقاقير الطبية التي تعالج مرض الإكتئاب وهي كثيرة ومتنوعة وسوف يختار الطبيب ما يناسب حالتك، وتتميز العقاقير الجديدة بفاعليتها الكبيرة وقلة آثارها الجانبية وسهولة تعاطيها حيث إن حوالي 80% من المرضى يتخلصون من أعراض الإكتئاب في أسابيع قليلة ويعودون إلى أعمالهم دون معاناة.

= العلاج بالاسترخاء:

أحد نماذج العلاج الذاتي لعلاج الإكتئاب وذلك بهدف تهدئة المشاعر المضطربة والتغلب على أعراض الإكتئاب مثل الاضطرابات البدنية واضطرابات النوم والعجز عن تنظيم الذات والتغلب على مشاعر القلق والمخاوف التي تصاحب حالات الإكتئاب في كثير من الأحوال والطب النفسي الإسلامي اعتمد على الإسترخاء والعلاج بالصبر والتوبة والدعاء والذكر كأساليب تريح النفسية.

ـ التمارين الرياضية:

الحركة عموما تحارب الإكتئاب بطرق عديدة، فممارسة أي نشاط بدني قد يساعد علي تحسين الحالة النفسية، وأي حركة أياً كان نوعها قد تحدث فرقاً مثل: التمشية، ممارسة رياضة التزحلق، أو حتى الرقص أثناء الاستحمام.

ـ الاهتمام بالتغذية:

الطعام هو الذي يعطي الطاقة للجسم والعقل، فبعض أنواع الأطعمة قد تؤثر بالسلب علي الإكتئاب والبعض قد يؤثر بالإيجاب، فالمراهق الذي يعشق الوجبات السريعة التي ليس لها أية قيمة غذائية، إذا بدأ في تناول بعض الأطعمة الصحية ذات القيمة الغذائية قد يساعده ذلك كثيرا.

ـ الإختلاط بالناس:

العزلة تؤدي إلي الشعور بالوحدة مما يؤدي إلي زيادة الإحساس بالإكتئاب، والذي يساعد كثيرا هو الإختلاط بالناس والتواصل مع الآخرين، فالمراهق الذي يعاني من الإكتئاب قد يحتاج إلي صديق يفضفض له عما يشعر به ليساعده فيما يمر به.

ـ التنفيس عن المشاعر:

إطلاق العنان للتعبير عن المشاعر والأحاسيس بطريقة صحية قد يكون ضروريا لمحاربة الإكتئاب، فخلال ذلك يمكن التعرف علي العديد من المشاعر السلبية التي تصاحب الإكتئاب، وطرق التنفيس والتعبير عن المشاعر قد تتضمن أنشطة مثل الملاكمة أو الكتابة أو حتى الغناء.

ـ الإنتباه لنمط النوم:

النوم عادة يلعب دورا هاما في التأثير علي ما يشعر به المراهق من الناحية البدنية والعاطفية، فيجب مراقبة عادات النوم لعدة أيام، فعدد ساعات النوم المطلوبة للمراهق هي 8 ساعات أو أكثر كل ليلة، وفي حالة إختلاف ذلك بشدة يجب معرفة ما يؤثر علي نومه وإستشارة أحد الأطباء.

ـ لا تستخدم المهدئات:

عندما يكره المراهق ما يمر به أو يشعر به، قد يلجأ إلي المهدئات مثل الكافيين كوسيلة لعلاج نفسه بنفسه، ولا يعلمون أنهم بذلك يزيدون من سوء الموضوع.

ـ إستمتع بوقتك:

الشعور بالفرح والسعادة له أهمية كبيرة، فعندما يبدأ الشعور بالإكتئاب يجب بذل مجهود للتركيز علي ما يزيد الفرح والسعادة للتغلب علي الإكتئاب، فيمكن الاشتراك في الأنشطة المحببة التي تجلب السعادة وتطبيق تلك الأنشطة يوميا.

تلك الطرق ليست بديلة للعلاج النفسي لدي الأطباء، ولكنها للمساعدة في العلاج عن طريق تقليل الأعراض والأسباب، وزيادة قدرة المراهقين علي الشعور بطريقة أفضل والتحكم أكثر في حياتهم.

الكاتب: د. العربي عطاء الله العربي.

المصدر: موقع المستشار.